7 تقنيات في التلاعب النفسي، تعرف عليهم وتجنبهم الآن
تُشير تقنيات التلاعب النفسي إلى الاستراتيجيات المعتمدة التي يتبناها بعض الأشخاص للتأثير على الآخرين أو السيطرة عليهم. فهنالك الكثير ممن يعيشون حولنا يمارسون أساليب التلاعب النفسي، من خلال حديثهم أو تصرفاتهم سواءً كانت بطريقة تلقائية أو عمداً. لا سيما أن الهدف من هذه التكتيكات هو استغلال نقاط ضعف الآخر بغية تحقيق مصالحهم وأهدافهم الشخصية.
 |
| صورة تعبيرية لتقنيات التلاعب النفسي على البيض 😅، المصدر: Tengyart | آنسبلاش |
ما هي تقنيات التلاعب النفسي؟
التلاعب النفسي (Psychological Manipulation): يُعرف التلاعب النفسي على أنه نوع من التأثير الاجتماعي الذي يهدف إلى تغيير سلوك الآخرين من خلال تكتيكات مُسيئة أو خادعة وخفية. وبمعنى آخر هو استخدام تقنيات التلاعب النفسي للتأثير على سلوكيات الآخر أو إقناعه بمعتقد معين أو فكرةٍ ما. بطريقة شنيعة تستغل الضعف والهشاشة النفسية أو العاطفية لديهم، وكل ذلك بهدف تحقيق أهداف شخصية دون مراعاة حقوق ومشاعر الآخرين.
ما هي أبرز سِمات التلاعب النفسي؟ 🤔
في ذات السياق، وبالحديث عن أساليب التلاعب النفسي هنالك بعض السِمات أو التكتيكات التي يستخدمها المتلاعبون مع الضحية، وإليك أبرزها أدناه:
- الغموض في الردود والآراء وتجنب الاحتكاك والمواجهة، بحيث يستخدم المتلاعب أشخاصاً آخرين من أجل إيصال الفكرة أو الرسالة المراد إيصالها.
- إثارة وتأليب المشاكل بين شخصين ضد بعضهما البعض بهدف خلق صراع بين الآخرين. وذلك، من خلال استغلال شخص آخر للتحكم بالشخص المراد التحكم به وهذا ما يطلق عليه اسم "توظيف وكيل".
- التصرف بعنف واهتياج أو عدوانية والتركيز على استفزاز الطرف الآخر، بهدف تحفيز ردة فعل غاضبة وهذا ما يطلق عليه "الطعم".
- الخيانة بصورة علنية من سمات التلاعب النفسي بهدف إثارة غيرة الطرف الآخر.
- الانسحاب أو الابتعاد والمعاملة الصامتة، بغية تحفيز المتلاعب به على مطاردته والتقرب إليه.
- تمثيل دور الضحية دائماً لإثارة استجابة متعاطفة.
👈علامات تدل على أنك ضحية للتلاعب النفسي
- الشعور بالقلق وانعدام الثقة بالنفس: فقد تشعر بأنك غير قادر على اتخاذ القرارات الصحيحة أو أن رأيك غير مهم بالنسبة للآخرين. كما أنك تشعر بالخوف من ردة فعل المتلاعب إذا اختلفت معه أو خالفت طلباته.
- الاعتقاد الدائم أنك المذنب: عندما لا تسير الأمور كما يريد المتلاعب، يلجأ لتحميلك مسؤولية كل مشاكله ووضع اللوم عليك عند كل أمر سيء يتعرض له. بما في ذلك، إجبارك على الاختيار بين احتياجاتك أو احتياجاته وإلغاء رغباتك وآمالك.
- الرغبة في الاعتذار أحياناً: فتشعر أن المتلاعب هو شخص طيب بالأصل ويريد لك الخير. وقد تعتقد أنه يتصرف بهذا الأسلوب معك نتيجة تعرضه لظروف صعبة، فتلجأ لوضع المبررات لأفعاله وأساليبه أو تتجاهلها ببساطة.
- الاعتقاد أنك تفرط بالحساسية: يلجأ المتلاعب إلى جعلك تشك بمشاعرك وآرائك، فيقول لك إنك تبالغ بردود أفعالك أو أنك فهمت الموضوع بصورة خاطئة. ومن الطبيعي أن يستخدم أسلوب التهديد والتلاعب بمشاعرك ليجبرك على التخلي عن حقوقك وحدودك.
7 تقنيات في التلاعب النفسي... تعرف عليهم الآن
1. أولى تقنيات التلاعب النفسي (النسخ المتطابق)
يعتمد المتلاعبون بهذا الأسلوب على تقليد كل ما يقوم به الضحية من سلوك وتفضيلات وقيم وأخلاق. والتقرب المبالغ فيه لتعزيز شعور الألفة والاتصال فيما بينهم. الجدير بالذكر، أن هذه التقنية تستخدم لبناء علاقة وثيقة بين الضحية والمتلاعب. الأمر الذي يجعل الضحية أكثر عرضة للتلاعب النفسي.
2. أبرز الأساليب (العقاب)
تستخدم هذه التقنية لإلحاق الأذى والضرر بالشخص إذا لم ينفذ ما يطلب منه المتلاعب. ويمكن أن يكون هذا العقاب على هيئة عنفاً جسدياً أو نفسياً، أو انسحاباً همجياً انفعالياً أو تجاهلاً وابتزازاً. على سبيل المثال: قد يقاطع المتلاعب صديقه أو يتجاهل وجوده إذا رفض مساعدته. أو يضرب طفله إذا لم يحصل على درجات ممتازة في الامتحان.
3. ثالث تقنيات التلاعب النفسي (السيطرة)
الهدف من هذا التكتيك زيادة السيطرة عليك والتحكم بشعورك وتصرفاتك. تفسيراً لذلك، يمكن للمتلاعب أن يرسم صورة حياتك ونمطها وأنشطتك اليومية متجاهلاً وجودك وقراراتك وآرائك. وقد يصل الأمر للسيطرة على أموالك أو منعك من مواصلة تعليمك، أو حتى اختيار الأصدقاء الذين يمكنك أو لا يمكنك التواصل وقضاء الوقت معهم. وبهذا، هدف المتلاعب من التحكم في أنشطتك إبقاءك تحت سيطرته والتأكد من أنك لا تستطيع العمل أو اتخاذ أي قرار دونه.
4. استخدام (المضايقة الفكرية)
هي استراتيجية شائعة يعتمدها المناور النفسي لإقناعك بفكرة أو أمرٍ ما. من خلال استخدام الكثير من المعلومات والحجج والأفكار التي يمكن ألا يكون لها أساس من الصحة (كأن يقول: هناك دراسات أثبتت أن.... أو علمت أن فلان الفلاني قال كذا..). حيث إنك وبطريقة تلقائية ستجد نفسك تصدق كل ما يقوله نظراً للقاعدة الضخمة التي وضعها لنفسه. والتي ستجعلك تشعر للحظة بأنك ضئيل ومحدود المعرفة مقارنةً بكل ما قاله. فكيف لم تسنح لك الفرصة بالانتباه للأمر مع كل هذه الشواهد والأدلة؟!
5. تكتيك (التثليث)
يمكن أن يتخذ التثليث صوراً عديدة، لكنه يحدث غالباً عندما يُشرك شخص ثالث بدلاً من إبقائها بين الشخصين المتأثرين بها. وذلك، بالتأثير على الجانب الذي يريد أن يفوز حيث يستخدم المتلاعب استراتيجية التثليث للتأكد من أنه سيفوز بالحجة. على سبيل المثال: قد يقحم الشخص المتلاعب والدك في خلاف حدث بينكم ليقف إلى جانبه ضدك. الآن، فجأة أصبحت تختلف مع شخصين والاحتمالات لا تصب في مصلحتك.
6. أبرز تقنيات التلاعب النفسي (قصف الحب)
هو عندما يقصف المتلاعب الضحية بالعاطفة. فهو عرض مكثف ومفرط بالمشاعر والوقت والطاقة والإدلاء بالإطراءات العلنية. ويمكن أن يشمل المبالغة في الهدايا وإنفاق أغلب الوقت والطاقة في إرضاء الضحية لبناء علاقة وثقة سريعة. الأمر الذي يمنح الضحية تفاعلاً مماثلاً للمتابعة، بهذه الطريقة يخلق المتلاعب تبعية عاطفية يصعب على الضحية مقاومة تأثيرها.
7. أسلوب (تغيير الموضوع)
تُعد تغييرات الموضوع جزءاً طبيعياً في المحادثات. لكن المتلاعب يستخدم هذه الطريقة بصورة سلبية عدوانية لمعاقبة شخص ما أو لجعله يشعر بالتقليل من نفسه. فعندما يدور حديث بين مجموعة أشخاص وتشير الضحية أثناء الحديث إلى نقطة صحيحة، أو ربما تتلقى مجاملة من شخص ما. فإن المتلاعب سيغير الموضوع فوراً لمنعها من اكتساب ثقة. حيث يقوم المتلاعب النفسي بذلك، للتأكد من أن الضحية تشعر وكأنها لا تستطيع الحصول على الثناء من أي مصدر غير المتلاعب. وللتشكيك بذكائها وقدراتها.
وبما أن هذه التقنيات كثيرة، إليك المزيد... 👇
8. استخدام (السلوك العدواني)
هو نمط من التعبير غير المباشر عن المشاعر السلبية بدلاً من الإفصاح عنها صراحةً. مثال على ذلك: قد يبدو الشخص الذي يُظهر سلوكاً عدوانياً موافقاً على طلب الشخص الآخر. لكن بدلاً من الامتثال للطلب قد يُعبر عن الغضب أو الاستياء من خلال عدم الالتزام بالمواعيد النهائية. ومن العلامات المحددة للسلوك العدواني السلبي: السلوك الساخر أو المتجهم، الشكوى المتكررة من الشعور بعدم التقدير، رفض التعاون والمماطلة وارتكاب الأخطاء المتعمدة.
9. (إطلاق الأحكام والانتقاد باستمرار)
من أبشع تقنيات التلاعب النفسي هي إطلاق الأحكام والانتقاد على الدوام. مِما لا شك فيه، أن جميع البشر مليؤون بالعيوب لكن إطلاق الأحكام المسبقة وانتقاد الآخرين لا يُعتبر أمراً صحيحاً. فالغاية من هذه الانتقادات والتعليقات الإشارة إلى عيوبك، الأمر الذي يؤدي إلى فقدان قيمتك الذاتية ووضع الطرف الآخر بموضع قوة. فبالتالي ستلجأ إلى الاعتماد على المتلاعب وهذا ما يصب في مصلحته الشخصية.
10. أخيراً، (التهديد أو الإكراه)
بمجرد استخدام شخص ما أسلوب التهديد لإجبار شخص آخر على الامتثال لأوامره فإنه يعتبر تلاعباً نفسياً. ويشمل ذلك التهديد تركه أو أخذ شيء مهم بالنسبة له إذا لم ينفذ ما يريد المتلاعب. وقد يصل الأمر إلى التهديد بإيذاء نفسه، على الرغم من أنه قد لا يؤذي نفسه فعلياً. إلا أن تهديدات إيذاء النفس غالباً ما تؤخذ على محمل الجد عند فئة كبيرة من المجتمع خوفاً من تنفيذ ما يُقال.
خِتاماَ، كيف تتعامل مع التلاعب النفسي؟ 😮💨
الخطوة الأولى في التعرف على التلاعب النفسي هي كشف المتلاعب والتعرف عليه. وفي حالة الشك في أن هناك شخص ما يحاول أن يتلاعب بك عن غير قصد، ببساطة تستطيع مصارحته حول الموضوع ومعرفة أسبابه ورفض هذا التعامل. علاوةً على ذلك، ذكرنا فيما سبق أبرز تقنيات التلاعب النفسي. التي يمكنك من خلال فهمك لها كشف المحتالين وبائِعو الكلام أمامك. ولن يستطيعوا بعد الآن التلاعب بك أو السيطرة على أفكارك. وفي الختام، تذكر أنك لست وحدك، وتستحق كُلّ الحب والاحترام سواء من نفسك أو مِمن حولك.
نوفمبر 27, 2023
