كل ما تود معرفته عن تطبيق التواصل الجديد من ميتا - ثريدز (Threads)
ثريدز - تطبيق جديد من شركة ميتا (Meta). ظهر مؤخراً ليُنافس العصفور الأزرق (تويتر)، الذي أستحوذ عليه إيلون ماسك وبدأ بتغيير الكثير من العناصر الأساسية فيه. على سبيل المثال، طرح فكرة الحد من وصول الحسابات وخاصةً تلك التي تحتوي روابط خارجية. إضافةً إلى ذلك، تحديد عدد التغرديات التي يُمكن التفاعل معها، وما إلى ذلك من تحديثات لم تنل -بطبيعة الحال- رضا الجمهور. الأمر الذي دفع بـ مارك زوكربيرغ مؤسس شركة ميتا إلى الكشف عن تطبيق Threads الجديد، وهذا ما سنتعرف عليه في السطور التالية...
 |
| صورة توضح شعار تطبيق ثريدز - Threads، المصدر: Mohamed Nohassi | آنسبلاش |
بدايةً، ما هو ثريدز - Threads؟ ولمَ ظهر فجأة؟🤔
إن بدأنا بالشق الثاني من السؤال، نجد أن ثريدز لم يظهر سوى كردة فعل على الإجراءات الأخيرة التي شهدناها من قِبل ماسك. وبالعودة للجزء الأول من الطرح، نلاحظ وفقاً لـ شركة ميتا أن Threads ما هو إلا تطبيق تواصل اجتماعي جديد! لكن في الحقيقة بُني هذا التطبيق على أساس شقيقه الأكبر "انستجرام" الذي يُسهل عليك الانضمام في حال كان لديك حساب على الأخير.
بالنظر إلى تلك الحركة، يمكن لأي فرد أن يستخلص الهدف القابع وراء طرح تطبيق ثريدز إلى العامة. وهو (إن صحت الفرضية) جلب المزيد من المستخدمين إلى Instagram وبالتالي إلى المنصة الجديدة. وبطبيعة الحال مثله مثل أي وسيلة تواصل أخرى، يُتيح Threads الآن كتابة منشورات تصل إلى 500 حرف. إضافةً إلى إمكانية إدراج روابط وصور وفيديو وما إلى ذلك...
✨ بمَ يختلف تطبيق ثريدز عن غيره؟ (المزايا)
- الحصول على حساب جديد بناءً على حساب انستجرام
- يتيح تطبيق Threads إمكانية مشاركة نصوص تصل إلى 500 حرف
- إمكانية تغيير تفاصيل الحساب من صورة وبايو أو تركه اعتماداً على Instagram
- كما يوفر بطبيعة الحال أيضاً إمكانية إدراج الروابط والصور العادية والمتحركة والفيديو...
- عدا عن خاصية التحكم في الحساب وجعله عام أو خاص وفقاً لاحتياجات المستخدمين
- ناهيك عن فرصة نقل جميع متابعين انستجرام بسهولة والحصول على متابعين جدد
- فضلاً عن توثيق الحساب على ثريدز في حال كان حسابك موثقاً على تطبيق انستجرام
- علاوة على ذلك، إمكانية إنشاء محتوى مع قائمة مخصصة من الأصدقاء والتحكم في الردود
- إضافةً إلى المزيد من المميزات كالكتم والإبلاغ والحظر وإخفاء التعليقات والمشاركات كما تريد
- والأهم أنه متوافق مع الشبكات القابلة للتشغيل البيني أو "اللامركزية" وهذا ما سنشرحه لاحقاً
تبعيات ظهور Threads وما يدور حوله من شكوك 🤨
صرح الرئيس التنفيذي لشركة Meta، أن التطبيق جمع أكثر من 10 ملايين مستخدم في الـ 7 ساعات الأولى من إطلاقه وأكثر من 30 مليون مستخدم في صباح اليوم التالي! الأمر الذي شكل صدمة لدى البعض وكسر عدة أرقام قياسية بعدد المستخدمين من بينها عدد مُستخدمي ChatGPT بوصوله إلى أكثر من 100 مليون مستخدم في أول أسبوع. مُشكلاً في ذلك تهديد مباشر نوعاً ما لتويتر الذي يملك 535 مليون مستخدم وفقاً لـ كويفر كوانتيتيتف.
وبالنظر لانستجرام (الذي يعتمد عليه ثريدز) لديه أكثر من 2.5 مليار مستخدم حول العالم! كما يشكل المئة مليون مستخدم في Threads تقريباً 4% فقط حتى الآن من مجموع مستخدمي انستجرام، وفقاً لـ يوسف حميد الدين المدير الشريك لدى VentureX. وعليه، فإن حركة المرور على "تويتر" تراجعت بنسبة 5% في أول يومين من إطلاق تطبيق "ثريدز" وسط إشارات على هجرة المستخدمين لمنصات بديلة مثل "ثريدز" و"بلوسكاي" و"ماستودون".
بذلك، تكون شركة ميتا قد وجهت ضربة قاسية لمنصة Twitter وفتحت بدورها الحرب. لأنه ببساطة ستحاول تلك الأخيرة مقاضاة Meta، إذ أتهم محامي تويتر (مارك زوكربيرغ) بالاختلاس المنهجي والمتعمد لتويتر وملكيته الفكرية. كما وصل الأمر إلى اتهام مارك وشركته بتوظيف موظفين سابقين في تويتر كانوا لا يزالون يملكون الحق بالوصول إلى معلومات سرية للغاية. الأمر الذي أدى -بطبيعة الحال- إلى انتقادات كبيرة طالت الرئيس التنفيذي لتويتر (إيلون ماسك) متهمة إياه بأنه السبب الرئيسي وراء ظهور "ثريدز".
👀 هل سيشكل ثريدز نقلة نوعية في عالم التواصل؟
بصرف النظر عن كل ما جرى بخصوص تطبيق Threads وظهوره على ساحة التواصل الاجتماعي. نلاحظ أن ميتا القائمة على التطبيق لم تستنسخ فكرة تطبيق تويتر بصورة كاملة. بل تسعى الشركة لشيء جديد نوعاً ما وهو الشبكات الاجتماعية المفتوحة والقابلة للتشغيل المتبادل أو ما يُعرف بالـ ActivityPub. إذ يُعتقد بأن الأخير سيشكل مستقبل الإنترنت ووسائل التواصل بصورة عامة.
وبشرح مبسط، الـ ActivityPub ما هو إلا بروتوكول مفتوح للشبكات الاجتماعية. أشرف على تصميمه اتحاد شبكة الويب العالمية (W3C) وهي الهيئة المسؤولة عن المعايير المفتوحة التي تدعم الويب الحديث. عِلماً أن وجود هذا البروتوكول ضمن تطبيق ثريدز سيجعل منه قابلاً للتشغيل البيني مع التطبيقات الأخرى التي تدعم نفس البروتوكول مثل ووردبريس وماستودون...
الأمر الذي يسمح بأنواع جديدة من الاتصالات اللامركزية التي لا يمكن استخدامها ببساطة في معظم التطبيقات الاجتماعية اليوم. وهذا يعني إن كان لديك حساب على منصة تدعم بروتوكول ActivityPub وسجلت بمنصة أخرى تدعم هذا البروتوكول فإن كل ما لديك من متابعين ورسائل وإعدادات يمكن نقلها بسهولة إلى المنصة الجديدة ولن تتكبد عناء البدء من الصفر على المنصة الجديدة.
أخيراً، تحميل تطبيق Threads وإنشاء حساب 😎
في الخِتام، أشير إلى أن كثرة تطبيقات التواصل الاجتماعي أمر غير محبذ بالنسبة لي. ولا أطيق صراحةً التشتت بين كل هذه المنصات! ولا أملك حساباً على "انستجرام" حتى الآن. فمن الصعب على صانع المحتوى العربي الذي يعمل بمفرده أن يواكب جميع هذه الأدوات ويُشتت تركيزه. لأن الأمر يتطلب جهداً مضاعفاً لتوفير محتوى مخصص لكل وسيلة والأفضل -ربما- التركيز على منصة معينة والتوسع بعدها.
إلا أنه -كما يبدو- سيتحول تطبيق "ثريدز" من ضيف جديد إلى مقيم شبه دائم لحد اللحظة. وعليه، إن كنت من الأشخاص اللذين يحبون تجربة كل جديد وتسعى للانتشار والتوسع واللحاق بالركب ولا تأبى بأمور الخصوصية كثيراً ( إذ لـ ميتا سمعة سيئة في هذا الشأن). ما عليك سوى تحميل التطبيق المتوفر لنظام التشغيل أندرويد وآيفون وإنشاء حساب وضبط إعداداته ببضع نقرات سهلة بناءً على حسابك في انستجرام.
يوليو 12, 2023
